خالد الشيبلي: العمل التطوعي طور من موهبتي التصويرية
بعض أعمال
خالد الشيبلي
خالد الشيبلي، طالب محاسبة وإدارة الأعمال بجامعة قطر وشغوف بالتصوير، حتى أنه عرف مؤخرًا بمصور الجامعة الرسمي في عدة فعاليات تابعة لها. والمفاجأة أنه نمى موهبة التصوير من خلال العمل التطوعي، حيث استخدمها لخدمة المجتمع، وطورها من أجلهم ومن خلالهم. وفي لقاء معه تعرفنا على مسيرته تصويرية والتطوعية بشكل أعمق.
ماذا يعني لك التطوع؟ وماذا يعني لك التصوير؟
أنا أرى أن التطوع هو أن تخصص وقت فراغك لتنمية مهارتك القيادية أو التنظيمية أو التصويرية أو غيرها بما يفيد المجتمع.
أما بالنسبة للتصوير، فهي مهارة اخترت أن أنميها وأن أفيد بها من حولي، عندما بدأت التصوير كنت أصور بكاميرا الهاتف الجوال، كان بالنسبة لي حينها التصوير هو توثيق اللحظة الزمنية إذ أنها لا تتكرر نهائيًا.. مما يجعلها مميزة. فإذا مثلاً سأصور فعالية معينة أقوم بتوثيق اللحظة الزمانية في لقطة يستفيد منها الأجيال القادمة، وتبقى كبصمة جميلة خاصة وإن أخذت بزاوية وإضاءة تبرز من خلالها المشاعر، فتصبح الصورة من نفسها تعبّر عما تحمله من ذكرى.
حدثنا عن تاريخك في التصوير الفوتوغرافي وفي العمل التطوعي؟
بدأت فعليًا في التصوير منذ ثلاث سنوات باستخدام الكاميرا، ولكن قبلها ومنذ مدة طويلة على ما أذكر من أيام الثانوية كنت أستخدم كاميرا الهاتف من أجل التصوير.
أما بالنسبة للعمل التطوعي فقد شرعت فيه عند دخولي الجامعة وتحديدًا سنة ٢٠١٢.
كيف دمجت بين العمل التطوعي والتصوير؟ وهل واجهت صعوبة في التطوع بالمجال الذي تختاره؟
صحيح أنني كنت أملك مهارات تصويرية، ولكنني عندما دخلت المجال التطوعي كان بهدف أن أطور من نفسي، فكنت أرغب بكسر حاجز الخجل الذي كنت أملكه عندما كنت صغيرًا وخاصة في الثانوية، كان يزعجني كثيرًا، وبهذا بحثت عن شيء يفيدني في الجامعة من هذه الناحية، فلم أكن قبلها أشارك بأي نشاط أو فعالية ولم يكن لي أي دور فعّال في المجتمع، إلى أن اكتشفت المجال التطوعي الذي توفره جامعة قطر. العمل التطوعي لا يقتصر على أن تقوم بالعمل المطلوب منك فقط، بل يحتاج إلى جرأة كبيرة، فالمتطوع يشارك في طرح الأفكار الإبداعية مثلاً وقد تتلقى نقد عن الأفكار التي تطرحها وهذا كان تحدي بالنسبة لي. في يوم من الأيام تطوعت في فعالية “حفل لم الشمل” بالجامعة سنة ٢٠١٣ وكنت قد تطوعت في مجال التصوير، كانت الكاميرا الخاصة بي بسيطة جدًا، حتى أن المسؤولون كانوا يقارنون بين الكاميرات المتوفرة، وكان كل واحد من المتطوعين يقول: كانون، نيكون.. أما أنا فكنت حينها أملك كاميرا سوني عادية، وكنت أخجل بإظهارها أمامهم وهم يملكون هذه الآلات العجيبة. لكن التصوير يعتمد بشكل أكبر على العين الفنية التي يملكها المصور. والصور التي قمت بالتقاطها خلال الفعالية كانت قد أحدثت صدى كبير ولله الحمد رغم بساطة الآلة التي استخدمتها. وهذا النجاح دفعني إلى أن أنقل مستواي بعد الفعالية لأشتري كاميرا احترافية Canon 60D من أجل أن أطور من نفسي في هذا المجال. ومنذ ذلك الحين وأنا كلما أتطوع، أقوم بالتصوير في الفعاليات، لأنني أستمتع بذلك وأفيد بشكل أكبر، فلقد وجدت راحتي في التصوير.
هل التجارب التطوعية أضافت لك في مخزون مهارتك التصويرية؟ وكيف؟
نعم أضافت لي الكثير، فمثلا على حسب نوع الفعالية أختار نوعية الإضاءة، والإعدادات التصويرية، فإن تصوير الأشخاص يختلف عن تصوير الطبيعة وعن التصوير الرياضي مثل ركوب الخيل أو السباحة أو الجري، وتصوير الفعاليات من نفسه يختلف ففي تصوير مشاريع التخرج يكون هناك استوديو مخصص من أجل تصوير الخريجين والزوار، وهذا يتطلب مهارة مختلفة عن تصوير الفعاليات بعفوية. ومن خلال العمل التطوعي، تعلمت كيفية استخدام الإضاءة المناسبة لكل حدث، وزيادةً عن هذا كله، ما استفدته هو احتكاكي بمصورين آخرين آخذ من خبرتهم، يعلمونني وأعلمهم، ونتبادل المعلومات في نطاق هوايتنا هذه. وهذا من مميزات العمل التطوعي.
هل أضافت لك المشاركات التطوعية في جوانب أخرى غير التصوير؟
بكل تأكيد، فمثلاً أَحتكّ خلال عملي التطوعي بأشخاص من مستويات متعددة، وبحُكم أنني مصور فيكون لي الشرف بتصويرهم، سواءً من مديري أقسام، أو رئيس الجامعة، أو أشخاص مهمة في الدولة، فأصور شخصيات لم أتوقع أبدًا في حياتي أنني أستطيع الوصول لتصويرها. وكما أنني من خلال العمل التطوعي أحصل على معارف أكثر، وقد يفيدوني وأفيدهم في المستقبل، وأهم فائدة هي الحصول على أصدقاء من مختلف التخصصات والمجالات وخلفيات وما جمعنا إلاّ العمل التطوعي تحت سقفه الجميل.
ما هي التحديات التي واجهتها؟ وهل تجد قيودًا عند ممارسة التصوير التطوعي؟
ربما من أكثر التحديات التي قد يواجهها المتطوع في البداية، انعدام التقدير للعمل الذي يقوم به، وذلك بسبب انعزاله وسكوته وعدم إبرازه نفسه وإثباته لذاته في العمل التطوعي، فبالتالي المدح والتشجيع يذهب إلى شخص آخر كان منطلق وشخصيته قوية ولكنه لا يعمل، وبهذا يرى المتطوع أنه مظلوم في هذا الموقف.
أما بالنسبة للتصوير خلال العمل التطوعي، فبالعكس أجد دائمًا ما أسميه بـ (الضوء الأخضر) للتصوير، وقد لا أحصل على هذه الفرص لو لم أكن متطوعًا، فبفضل بطاقة المصور التي أحصل عليها أتمكن من التصوير بأريحية في مكان النشاط. إلا في بعض الفعاليات الحساسة، يتم تنبيه المصويرين أن هناك بعض الأشياء لا يمكنهم تصويرها. هذا بالنسبة للتصوير التطوعي أما عندما أذهب في مهمة تصوير ذاتية أواجه العديد من العوائق بكل تأكيد.
ماذا تنصح الشباب؟
بغض النظر على أن العمل التطوعي مفيد للشخص من نفسه حيث أنه يبني الكثير من الخبرة من أجل مستقبله، فهو في العمل التطوعي يمكنه تجربة العديد من الأقسام، فيمكنه أن يجرب القيادة، أو أخذ خبرات تكنولوجية من خلال التصوير، أو التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي وبرمجة المواقع… فنصيحتي ألا يستمر الشخص الذي يريد دخول مجال التطوع في مجال واحد، بل يجرب كل ما بوسعه تجربته إلى أن يكتشف المجال الذي قد يبدع فيه إن استمر.
إيجابيات العمل التطوعي وسلبياته؟
من الإيجابيات التي أراها في العمل التطوعي: استغلال وقت الفراغ بشيء يفيد المجتمع، تطوير المهارات، الاستفادة من خبرات المتطوعين، وتكوين معارف جديدة. أما بالنسبة للسلبيات فأنا شخصيًا لا أرى أي سلبية من وراء هذا العمل السامي أو ربما لأنني لم أواجه أي سلبية منه إلى حد الآن.