“الكتاب خير جليس”
مبادرة من أجل القراءة والنقاش ونشر الوعي
بعبارة الشاعر المتنبي الشهيرة، اختار مؤسسوا نادي #الكتاب_خير_جليس تسمية مبادرتهم التي تهدف إلى زرع قيمة القراءة في المجتمع والرقي بطريقة النقاش وطرح الأفكار. بدأت الفكرة المبدئية للنادي في حوالي سنة ٢٠٠٧ و ٢٠٠٨، حيث أنشأت الأستاذة عائشة الكواري أول مجموعة قرائية، يقوم من خلالهاالأعضاء الذي كانت أعدادهم بسيطة بالجلوس معًا ومناقشة أحد الكتب التي يقومون باختيارها. انقطعت الفكرة لمدة ، ثم في عام ٢٠١٣، أنشأت إيمان السادة مجموعة جديدة حيث قامت بدعوة رانيا الصوالحي مع بعض الأعضاء الأخرين الذي يعتبرون من مؤسسي النادي، تم تطوير الفكرة من بعد ذلك وبدلاً من أن تكون مجموعة واحدة أصبحت عدة مجموعات لينشأ بذلك نادي الكتاب خير جليس. والآن يضم النادي حوالي ٣٠٠ منتسب ينقسمون إلى ٢٢ مجموعة، ١٨ منها نسائية و ٤ رجالية.
قالت رانيا الصوالحي في لقائنا معها: “منذ حينها بدأنا بإعداد اللوائح: رؤية ورسالة وأهداف النادي بالإضافة إلى الأنظمة والتعليمات والهيكلية، وكما قمنا بإعداد دليل خاص لقادة المجموعة يشمل أهم توقعاتنا منهم وكيف سيتم إدارة الجلسات وغيرها من الأمور. وبدأنا ثاني مجموعة رسمية للنادي باللغة الإنجليزية، وذلك في نوفمبر ٢٠١٣.”
وجعل مؤسسوا النادي له أهداف سامية قد حققوا بعض منها على حد تعبيرهم خلال هتين السنتين ونصف، حيث أصبح منصة تجمع كل محبي القراءة ويساهم في تمكين المبادرات، وليس فقط على مستوى قطر بل على مستوى الدول العربية والعالم، كما يهدف النادي أيضًا إلى تنمية حب القراءة ونشر هذه الثقافة على أوسع نطاق، وجذب القراء المهتمين توعيتهم بطريقة ممنهجة، وتوعية الغير مهتمين بالقراءة بأهميتها وجذبهم إليها بطريقة مبتكرة ومحاولة إيجاد حلول لذلك.
النادي، يستهدف أي فئة عمرية؟
يركز النادي في مجموعاته على فئة الناس بين سن السابعة عشر فما فوق، وحسب ما ذكرته رانيا: “عليه أن يكون مسؤولاً عن خياراته، وله الحرية في الذهاب إلى مكان الإجتماع.” ولكنه أيضًا يخدم أكثر من فئة وذلك بتخصيص فعاليات وأنشطة خلال الجلسة بحيث يشعر الإنسان بأهميتها ولا يضجر منها: فالأمهات مثلاً يمكنهم القدوم برفقة أطفالهن الصغار أو المراهقين.
ما هي فكرة النادي الرئيسية؟
ينقسم النادي إلى نطاقين أساسيين: جانب تأسيس وتنظيم مجموعات القراءة، بالإضافة إلى المشاركة في الفعاليات العامة.
حيث شارك النادي في فعاليات مثل: معرض الكتاب، فعاليات مبادرات على مستوى الدولة، وفعاليات المدارس مثل مشاركتهم الأخيرة في معرض الكتاب الذي أقامته مدرسة الخور. كما أنهم ينظمون فعاليات خاصة بهم خاصة في الحي الثقافي كتارا، فلمدة عام ونصف كان أعضاء النادي ينظمون جلسات عامة للأطفال إذ أنهم كانوا يقرؤون لهم قصص وعبر وذلك بالتعاون مع عدة جهات مثل المركز الثقافي للطفولة.
دعم الذي تتلقاه المبادرة..
جميع أفراد إدارة النادي متطوعين، وحتى قادة المجموعات النقاشية، عندما سألناهم عن المشاكل التي واجهوها أخبرونا بأنهم لم يجدوا قوانين تساعد على تأسيس ودعم هذه المبادرات التطوعية، فعلى مدار سنة ونصف لم يجدوا جهة أو هيئة لديها هذا الباب باحتضان المبادرات التطوعية في المجتمع، إلا حديثًا، قام مركز قطر التطوعي بتبنيهم حيث أن لديه قوانين خاصة لرعاية بعض المبادرات الشبابية، ربما ليست كل الشروط تنطبق ١٠٠٪ على نادي خير جليس ولكنهم رغم ذلك كان لهم جهود كبيرة في رعاية الفكرة مثلما ذكرت رانيا الصوالحي أحد مؤسسي النادي. وكما أن كتارا كانت أحد الرعاة إلى فترة من الفترات، حيث أنهم وفروا لهم جناح على الواجهة البحرية، وغيرها جهات أخرى في الدولة وكل جهة كان لها دورها الخاص في الدعم.
ما الذي يميز نادي الكتاب خير جليس؟
سيجد الشخص في نادي خير جليس من يبادلونه نفس الاهتمامات والذوق في اختيار الكتب، كما أنه من خلال المجموعات سيتعرف إلى عدة أسماء كتب و وجهات نظر مختلفة عن الكتاب، فمجرد أن يشعر الإنسان أن هناك من يبادله نفس الإهتمام والرغبة والشغف هذا بحد ذاته أمر إيجابي. ومن الجيد أن يتعرف الإنسان على أفكار وثقافات مختلفة وجديدة، وقالت رانيا الصوالحي في هذا الخصوص: “من الأمور التي نستفيد منها الجلوس مع جنسيات مختلفة وخلفيات ثقافية مختلفة ومهؤلات مختلفة، فنكتسب بذلك مهارات جديدة في القراءة والتحليل والتعبير عن وجهة النظر.”
ومن أهم الأمور التي تهم الشخص الذي يرغب بالإنضمام إلى نادي خير جليس استثمار الطاقات، فإذا أراد شخص أن ينضم للنادي ولديه مثلا فكرة إقامة فعالية مثل: ذكرى لمحمود درويش يقوم أعضاء النادي بالتعاون على تحقيقها باسم الشخص حتى وإن لم يرد أن يظهر في الواجهة.
كما أن النادي يدعم العمل التطوعي ويكرس هذه القيمة، فمثلاً كان هناك جناح للتعريف بالنادي فقامت أحد المنتسبات اللاتي لم يجربن العمل التطوعي من قبل بالجلوس فيه وشرح فكرة النادي للمهتمين، وسعدت كثيرًا بهذه التجربة وشعرت بالفخر والإنجاز.
بعض آراء المنتسبات..
قالت الطالبة تهاني اللوح : “فكرة النادي جدًا رائعة، فأن تناقش الكتاب بجميع أفكاره مع ١٣ عضوة يعني أن تفهم الفكرة من ١٣ وجهة نظر، أرى أن النادي حقق تطور جميل من الناحية الثقافية، وزيادة نسبة القراءة وتنوعها وتقبل الرأي الآخر. وما يميز النادي أن كل مجموعة لديها مجالها الخاص في القراءة وليس منحاز إلى موضوع معين فقط. وهذا التنوع يناسب جميع أذواق الناس.”
وقالت المنتسبة إسراء الشوافدي:”أكثر ما استفدته من النادي الالتزام أكثر بالقراءة، وأصبح هدفي أن أكمل كل شهر كتاب لكي أتمكن من حضور المناقشة، وبهذا الحمدلله زادت نسبة قراءتي بمعدل كتابين بالشهر، وأيضًا استفدت من معرفة ناس جدد لديهم نفس الهدف والشغف، أن نتثقف ونقرأ ونتطور، وكما أنني استفدت من مقابلتي لأناس من ثقافات مخلتفة ونتناقش في مواضيع مختلفة، وهذا وسع من أفاقي في مجال القراءة.”
وقالت المنتسبة حبيبة الشوافدي: “التحقت بنادي خير جليس لأنه يحثني ويشجعني على القراءة، وأنا من محبي القراءة وبتكوين مجموعة يكون التحفيز على القراءة أكبر، ومن الأشياء التي أستفيدها من الجلسات النقاشية أنني أخرج بأفكار عملية يمكنني أن أطبقها على أرض الواقع، وعندما يتكاسل الشخص عن القراءة يجد من يحفزه حيث يرسل الأعضاء اقتباسات من الكتاب على المجموعة الخاص في الواتسب وبهذا يتحمس الشخص لإكمال القراءة. فكرة أن يكون هناك مجموعات ثقافية شبابية للقراءة مميزة جدًا ولم يكن يطرحها إلا نادي خير جليس. والحمدلله كنت من أوائل المنتسبين إلى النادي.”