top of page

عائشة الكواري:

كل ما يشغل بال المتطوع هو الإحسان في العمل

الإحترام يحفّز على الإبداع

مبادراتنا

تدعم ميول الشباب القطري

العمل التطوعي

أفاقه واسعة ومن

الخطأ أن نحصره

الكثير

من أصحاب المراكز

المرموقة صنعوا طريقهم

من خلال العمل التطوعي

 

 

١- برأيك ما هو حافز الشباب على التطوع غالبًا؟

الحافز الأساسي هو احترام رغباتهم وقدراتهم، فكل الشباب يملكون طاقات وقدرات ومهارات مختلفة إذا احترمنا ما يملكون سيبدعون في العمل التطوعي أولاً وحتى في المجلات الأخرى العملية والحياتية، فالإحترام يولّد الإبداعات. لذلك نحن في مركز قطر التطوعي نقلنا التجربة من العمل من أجل الشباب إلى العمل “مع الشباب” فهناك فرق.

 

٢- هل هناك توعية بأهمية التطوع في المدارس الثانوية والجامعات؟

نعم بكل تأكيد هناك توعية، ونحن هنا لا نتحدث عن توعية كل مؤسسة  أو مركز معين على حدى بل هناك توعية من أعلى الهرم. ففي سنة ٢٠٠٨ صدر قرار من الشيخ تميم آل ثاني الرئيس الأعلى للمجلس الأعلى للتعليم آنذاك، بإلزامية العمل التطوعي في المدارس الثانوية، وذلك بضرورة إكمال الطالب ٢٥ ساعة تطوعية تخوله الدخول إلى الجامعة. فالحمدلله نحن لدينا وعي من هذه الناحية ولكننا نفكر بتوسيع النطاق وذلك بنشر الثقافة التطوعية في المدارس الإبتدائية والصفوف الأولى لأن التنشئة في مقتبل العمر هي التي تؤثر على خط سير الطالب فيما بعد.

 

٣- هل هناك أنواع من التطوع تجذب الجيل الجديد؟

بالطبع، فمثلاً لاحظت هنا في قطر أن الشباب لا تستهويهم بعض الأعمال التطوعية مثل تنظيف الشوارع والشواطئ، وتنظيف المرفقات العامة. وألاحظ أيضًا أن الشباب لديهم ارتباط كبير بالتكنولوجيا لهذا قست على ذلك حتى نوعية المبادرات الشبابية المطروحة لدينا في المركز، الكثير منها مرتبط بالتكنولوجيا، مثل مبادرة: “تكنوإيجابي” تهدف إلى نشر الوعي حول استخدام التكنولوجيا التي يملكها معظم الناس ولكن بشكل إيجابي حيث يخدم بها الفرد نفسه ومجتمعه، وأيضًا مثل مبادرة “عدسة شبابية” وهي من أهم المبادرات في المركز تهدف إلى خلق محتوى إعلامي هادف ونشر الوعي بأهمية ذلك في المجتمع. ونحن في المركز دائمًا ما ندرس ميول الشباب حتى ندعمهم في الجوانب التي يحتاجونها.

 

 

٤- هل يختلف العمل التطوعي من دولة إلى دولة؟

هو كمفهوم عام واحد فالعمل التطوعي هو أن تقوم بعمل يفيد المجتمع بلا مقابل مادي، فلا أرى أن هناك احتلاف جوهري ولكن هناك توجهات سياسية هي التي تؤثر في نوع العمل التطوعي. مثلا عندما نتحدث عن فرض دولة قطر على طلابها ٢٥ ساعة تطوعية، هناك دول خليجية لا تفرض ذلك عليهم فبالتالي هم يعانون كيفية نشر العمل التطوعي بين هؤلاء الطلاب فيأخذون التجربة القطرية ويطبقونها لديهم. 

 

 

٥- ما هي أنواع الأعمال التطوعية الموجودة في المركز؟

لدينا الكثير مثل: التطوع في تنظيم الفعاليات الكبرى في الدولة، وتنوع المبادرات التطوعية فمنها ما هو مرتبط بتعزيز القيم الإنسانية والأخلاقية، مثل المبادرات المعنية بتقديم العون النفسي لمرضى السرطان والمبادرات المعنية بكبار السن، وغيرها.. كما أننا نوفر متطلبات الوزارات من المتطوعين، فمثلاً يأتينا طلب من وزارة البيئة للبحث عن المتطوعين المستعدين لبذل جهود من أجل تحسين أوضاع البيئة. العمل التطوعي أفاقه واسعة ومن الخطأ أن نحصره في عمل أو عملين أو نقول أن مجاله ضيق.

٦- ما هي الفئة العمرية الأكثر إقبالاً على التطوع؟

أكثر فئة تطوعية لدينا هم طلاب المدارس الثانوية، وطلاب الجامعة وهناك فئة أخرى من المتطوعين وهم من تقاعدوا عن العمل حيث أن لديهم متسع من الفراغ، ولديهم الكثير من الخبرات الحياتية والعملية ويريدون نقلها إلى المجتمع وبهذا يصبح مجال العمل التطوعي مجال لنقل الخبرات وليستفيد منها المجتمع بلا مقابل.

 

٧- هل هناك تقصير من طرف المؤسسات الإعلامية لإبراز العمل التطوعي في الدولة؟

لا أرى أن هناك تقصير، بالعكس المؤسسات الإعلامية متعاونة جدًا معنا، ولديهم فهم كبير بأهمية العمل التطوعي، ولديهم رغبة كبيرة في التغطية الإعلامية للفعاليات.

دور الإعلام في نشر ثقافة العمل التطوعي دور مهم جدًا وأرى أنه يجب إبراز هذه الأهمية حتى من خلال الأفلام والمسلسلات التي تساهم في غرس المبادئ في المجتمع.

 

٨- هل برأيك أن التغطية الإعلامية المعروضة في الإعلام التقليدي (الصحف، التلفزيون، الراديو) موجهة للشباب؟ وهل تحفزهم أكثر على التطوع؟

أحيانًا لا يكون مناسب للشباب، لأن طريقة العرض خاصة في الصحف لا تجذب الشباب إلي المتابعة والإضطلاع والمعرفة، كما أن هناك نقطة رئيسية أريد التطرق إليها هو أن شباب هذا العهد ليس لديهم ارتباط بالصحافة مع الأسف، فشباب اليوم مرتبطين بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الإجتماعي خاصةً والإعلام الالكتروني.  ولكن مع ذلك أنا أتمنى لو أن المحتوى الموجه للشباب في الصحف الورقية أن يكون جاذبًا لهم ويتم العمل على تحقيق ذلك. أما بالنسبة للتقارير التلفزيوني فأنا صراحةً أرى أن هناك إبداع من هذا الجانب فتكون قوية من ناحية المحتوى ومن ناحية الشكل والمضمون، فأنا أرى أن الاهتمام بالشكل والمضمون في الإعلام التلفزيوني أكثر من اهتمام الصحافة الورقية.

 

 

 

٩- كيف تقومون بالإعلان على فعالياتكم وما هو حجم الإقدام عليها؟

قياسًا على ميول الشباب واهتماماتهم فإن أغلب فعالياتنا نقوم بالإعلان عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتحديدًا تويتر وأنستقرام وسنابشات، وبالفعل نجد تجوابًا كبيرًا من قبل الشباب، ونقوم بذلك أكثر من أن نعلن عنها من خلال برنامج على قناة أو من خلال الصحف، فحتى وسائل التواصل الاجتماعي قد سهلت علينا الكثير. حتى أنه يكون أسهل على المتطوع، فيستطيع الوصول إلى رابط التسجيل بكل سهولة، وتعبئة البيانات بأريحية حتى أننا لا نطلب من المتطوعين بيانات كثيرة لكي لا نرهقهم في التسجيل.

 

١٠-  هل تحتاجون إلى متطوعين متخصصين في مجال ما؟ مثل أطباء، مدربين، مهندسين؟

نعم بالتأكيد، فمؤخرًا قمنا بالإعلان عن حاجتنا إلى مدربين قطريين متطوعيين، ووجدنا إقبالًا كبيرًا حيث سيقوم هؤلاء المدربين بتوفير برامج تدريبية للمتطوعين لدينا. كما أن لدينا مثلاً مبادرة “مد لي يدك” والتي تقوم بترميم بيوت الأسر المتعففة فهناك مجموعة كبيرة من المهندسين وطلاب الهندسة الذين أقدموا على التطوع بذلك. وهذا يبين لنا أن الإنسان حتى وإن كان منشغلاً في حياته العملية يقتطع جزء من وقته للعمل التطوعي لأنه يعلم أن هذا العمل سيعود عليه بالفائدة كما سيعود على غيره.

 

 

 

١١- هل يمكن اعتبار مركز قطر التطوعي الواجهة الرئيسية لدولة قطر في هذا المجال؟

هو بالفعل المظلة الرسمية للعمل التطوعي في قطر فولادة مراكز وفرق تطوعية أخرى مختلفة هذا بالعكس يعزز قيمة العمل التطوعي في المجتمع وأنا لست ضد ذلك، ولكن أنا مع أن هذه الفرق التطوعية والمبادرات أن تتعاون مع مركز قطر التطوعي، ففي النهاية المركز هو المظلة الرسمية للدولة في هذا المجال. وأنا مع النظام في العمل. 

 

١٢- هل تؤثر الأحوال الاقتصادية على العمل التطوعي؟

الأحوال الاقتصادية تؤثر على كل مناحي الحياة، لكن في العمل التطوعي أرى أنه تأثير إيجابي، فقد لوحظ أن حجم التبرعات لا يتأثر بالحالة الاقتصادية للدولة، فطالما الناس متسلحين بقيم أخلاقية ودينية وإنسانية، لا شيء سيؤثر في مجالي “التطوع، والإغاثة”. وإن أثرت الأحوال الاقتصادية فحتمًا تؤثر إيجابًا.

 

١٣- كيف يمكن تغيير نظرة بعض الشباب السلبية عن العمل التطوعي؟

الأفكار تتغير من قبل الأشخاص أنفسهم، لا يمكن لأحد أن يغير قناعة أحد، ولكنني سأقول أن العمل التطوعي هو عمل كلما احتسب فيه الإنسان الثواب سيعود على الإنسان من نفسه بالنفع أضعاف ما يقدمه من جهد أو وقت، والعمل التطوعي حياة.. فمن أراد أن يحصل على حياة إضافية فعليه بالعمل التطوعي. والعمل التطوعي خبرة.. فأنا اليوم أعرف الكثير من أصحاب المراكز المرموقة في دولة قطر وقد اختاروا مجالهم بناءً على أعمالهم التطوعية السابقة، فالناس والمؤسسات عرفوهم من خلال عملهم التطوعي الذي كان يجسد قدراتهم وطموحاتهم وأهدافهم، لأنك عندما تقوم بعمل تطوعي.. تقوم به عن حب.. عن عطاء، فلا أحد يجبرك عليه فكل ما يشغل بال المتطوع هو الإحسان في العمل.

 

bottom of page