مؤتمر العمل البلدي الخليجي التاسع يناقش لأول مرة:
العلاقة الهامة بين العمل البلدي والعمل التطوعي
شهد اليوم الثاني من مؤتمر العمل البلدي الخليجي التاسع (27 أبريل 2016)، جلسة نقاشية تستهدف التشجيع على العمل التطوعي، وخاصة في مجال العمل البلدي، فحتى العمل البلدي التمس من رحيق زهر العمل التطوعي.
وكانت أول مرة وبصفة رسمية يتم الإعلان فيها عن التعاون البلدي مع مؤسسات العمل التطوعي. حيث شهدت الجلسة مناقشات لعدة ورقات عمل، قدمها كل من السيد/ خالد النصر مدير شركة إمداد، والسيدة/ عائشة الكواري رئيس مجلس إدارة مركز قطر التطوعي، والسيد/ إبراهيم علي من جمعية عفيف الخيرية.
وناقشت الجلسة ورقة عمل بعنوان" ثقافة التطوع"، قدمتها السيدة/ عائشة الكوارى، حيث أشارت خلالها إلى أهمية العمل التطوعي، وأن هويتنا الإسلامية والعربية والقطرية كونت لنا نسيج ثقافي جميل مرتبط بالعمل الاجتماعي والتطوعي، وقالت أن العمل التطوعي هو مساهمة الفرد في خدمة مجتمعه ووطنه بدون مقابل، مشيرة إلى أن أهمية العمل التطوعي تكمن في توفير الفرصة المناسبة لكل فرد لتأدية الخدمات والمساهمة في الأعمال والمشاركة في اتخاذ القرارات .
وقالت الكواري: أن للعمل التطوعي مزايا عديدة منها إكساب المتطوعين خبرات ميدانية وإدارية في العمل الخيري والتنظيمي، وتوجيه الطاقات البشرية لصالح المجتمع من خلال بناء فريق العمل وتطوير الذات في جوانب متعددة تعود بالخير والنفع له ولمجتمعه المحيط من حول، كما أشارت إلى أن العمل التطوعي يشكل مقياساً من مقاييس تطور المجتمع ومدى وعيه وتفاعله في مختلف قضاياه، إلى جانب أنه يعد شكلاً من أشكال المشاركة السياسية بين الفرد وصانع القرار، وأصبحت المجتمعات الأكثر تطوراً هي الأكثر احتفاء والأكثر اعتناء واحتواء للعمل التطوعي.
من جانبه قدم السيد/ خالد النصر، ورقة عمل بعنوان "تشجيع العمل التطوعي" في العمل البلدي بدول مجلس التعاون حيث قام بعرض أمثلة حية في دولة قطر عن اعمال ومبادرات وهيئات ومؤسسات نجحت وأعطت مردودا محسوسا في العمل التطوعي، ومنها مبادرة القبعة الصفراء للتوعية بحقوق العمال، ونشر ثقافة التعامل معهم في ضوء الحقوق المكفولة لهم من قبل القانون، وحملة الشتاء الدافئ لدعم الشعب السوري برعاية قطر الخيرية ومبادرة الهلال الأحمر القطري لتدريب طلاب المدارس على الإسعافات الأولية ومبادرة شركة امداد لتأجير المعدات لدعم المواطنين القطريين في مجال البنية التحتية، وحملة لجنه المشاريع والإرث المنوطة بمشاريع كأس العالم 2022 لجعل بيئة العمال أمنه وصحية ، ومبادرة المتطوع الصغير.
وقال النصر: إن من بين معوقات العمل التطوعي شعور بعض المتطوعين بالخوف من الالتزام بالأعمال التطوعية وضعف المردود المالي، الأمر الذي يبعد الشخص عن التطوع وعدم وجود توافق بين أفراد المؤسسة، والمتطوعين وتعارض أوقات المتطوع مع وقت نشاط التطوع وعدم توفر التشجيع اللازم لحث الأفراد على التطوع، مشيراً إلى أنه للتغلب على هذه المعوقات يجب أن يتفهم المتطوع رسالة المنظمة وأهدافها.
وفى ورقة بعنوان "أهمية التطوع في المجتمع" قال مقدمها إبراهيم علي، إن المتطوع يعتبر مورداً بشرياً رئيسياً في عمل أي مؤسسة أو منظمة، وبالأخص في المنظمات التي لا تملك القدرة المالية التي تؤهلها من تعيين موظفين برواتب، مشيراً إلى أن المتطوع يقوم بالعمل بناء على رغبته دون انتظار أجر مادي لقاء هذا العمل، وهو شكل من أشكال السلوك الاجتماعي الطوعي يفيد المجتمع ككل، وكذلك المتطوع نفسه دون الخضوع للاعتبارات المالية.
وأضاف علي: يرتبط التطوع في الإسلام بواجب الفرد تجاه مجتمعه . وأحيانا يصل التطوع إلى حد الفريضة الملزمة ، وذلك في الحالات التي عبر عنها الفقهاء بمفهوم " فروض الكفاية " وهو العمل الذى يجب على مجموعة مؤهلة التطوع به من أجل المجتمع ككل ولكن إن لم يقم به أحد أصبح العمل المطلوب فرضا ملزما، ويحاسب عليه الجميع إن لم يقم أحد بالتطوع لعمله.
كانت هذه الجلسة النقاشية هي واحدة من بين أهم الجلسات التي تم خوضها خلال المؤتمر، وهي تبرز أهمية العمل التطوعي في نجاح العمل البلدي.